#سلسله_أوروبا_في_العصور_الوسطى
الحلقه (2)
🌹 ثانيا :فساد رجال الدين 🌹
المفروض أن يكون رجال الدين قدوة صالحة للمؤمنين ولكن رجال الدين الكنسي في أوروبا البابوية لم يكونوا يؤمنون بشئ من ذلك !
بل كانت حياتهم يغلب عليها الترف والملذات والشهوات !يقول الله ليحذر المؤمنين :( يأيها للذين آمنوا لم تقولون ما ﻻتفعلون كبر مقتا عندالله أن تقولوا ماﻻتفعلون )). [الصف:2 ] .
وذلك ينطبق على رجال الدين الكنسي وقد كانت حياة رجال الدين عبارة عن أنغماس في الملذات والفسق والشره وبيع الوظائف الدينيه .
وظل كرسي الباوبوية عده سنين ﻻينال اﻹبالرشا أو القتل أو رغبات النساء .
أ- الرهبانية وفضائح اﻷديرة:
قال تعالى ((ورهبانية أبتدعوها ماكتبناها عليهم إﻻ ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين امنوا أجرهم وكثيرا منهم فاسقون )).[الحديد:27]. اﻵيه تسجل عليهم أنهم هم الذين ابتدعوها وليس الله هو الذي كتبها عليهم أي أن عيسى عليه السلام لم يأمرهم بها ولكن هم تطوعوا بها متأثرين بتعاليم المسيح فقبل الله ما تطعوا به.
والرهبانيه مضادة لدفعة الحياة السوية فهي اعتزال الحياه ولياذ باﻷديرة المنقطعة عن الحياه فالراهب يتعود على الحرمان ويفقد فاعليته في اﻷرض ويتخلى عن عمارة اﻷرض فلا يتزوج وﻻيعمر وجه اﻷرض بالنسل .
وكان المتوقع أﻻيرعوها حق رعايتها ....أي ﻻيصبروا على تكاليفها فهي ضد تيار الحياه .فعملوا بها في العلن وكانت في السر حانات للخمر والفساد والشذذ الجنسي وعلاقات محرمه بين أديره النساء وأديره الرجال . فاسقون بكل معاني الفسق !.
ب- مهزلة صكوك الغفران :
لم يكفي الكنيسة ورجال دينها هذا الفساد كله، فأضافوا إلية مهزلة من أكبر مهازل التاريخ هي مهزلة صكوك الغفران.
فقد أصدر مجمع ﻻتيران سنه 1215م القرار التالي لتقرير أن الكنيسة تملك حق الغفران للمذنبين :
(( إن يسوع المسيح ، لما كان قد قلد الكنيسة سلطان منح الغفرانات )).
فقد أعلم المجمع هذا القرار مع استعمال اﻻعتدال واﻻحتراز .
ولكن الكنيسة لم ترعى ذلك التحفظ في القرار وهو اﻻعتدال والتحرز بل عمدت إلى منح المغفرة بصكوك تباع بالمال في اﻻسواق !
وممايقال في الصك:
(( ربنا يسوع يرحمك يا.....ويشملك باستحقاقات اﻵمه الكلية المقدسه ...ويتبع
انا الرسول أحلك من جميع اﻹفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتها مهما كانت عظيمة .....الخ)).
وكان الذي يشتري الصك راغبا في التوبة والمغفرة ورضوان الله واستمر البسطاء مخدوعين في قداسة البابا وقدرته على محو الذنوب. ولكن الدين الصحيح يصحح العقيدة يصحح السلوك فيجعل الشعائر والنذر لله وحده وﻻوسيط بن العبد وربه قال تعالى ((وماأنفقتم من نفقة أو أنذرتم من نذر فأن الله يعلمه ))[البقرة:270 ].
ومع أنها مهزلة مضحكة ومكشوفة فقد ظلت قائمة في المجتمع اﻻوربي -مجتمع الظلمات - فترة غير قصيرة واتسع نطاقها وكثرت أرباحها .
لكنها ﻻبد مردودة إلى نتائجها وهي النفور من الدين .
ج- محاكم التفتيش:
شهد القرن الثالث عشر تطور منظمة جديدة في الكنيسة هي محكمة التفتيش البابوية، ذلك أنه جرت عادة البابا بأن يقوم في بعض اﻷحيان بتحقيقات أو استعلامات عن اﻹلحاد ومن ثم نظمت محاكم التفتيش كأداة تحقيق مستديمة تحت إدارتهم ونصبت الكنيسة نفسها لمهاجمة الضمير اﻹنساني بالنار والعذاب .
وكان اكثر ضحايا محاكم التفتيش في اﻷندلس(إسبانيا) وكانت من افظع الجرائم البشعة وكانت افظع ماعرف التاريخ كلة من ألوان الوحشية .
راحت الكنيسة تكيل الضربات المجنونة على كل من يسألها ويناقشها أو يخيل اليها أنه سيسألها ويناقشها لتحاول أن تدفع عن نفسها المصير اﻷسود الذي كان ينتظرها . ولم يقتصر تعصب الكنيسة على اﻷمور الدينية وحدها بل كانوا يضيقون بأى معرفة عدا معرفتهم وﻻيثقون باي فكر لم يصححوه ويراقبوة.
كانت محاكم التفتيش وماصحبها من الفظائع عميقة اﻷثر في أوروبا وسيئة النتائج .اصبح عداء الدين أمرا ﻻزما .
وكانت مارتكبته الكنيسة من الخطايا جريمة في حق الدين وكانت هذه المحاكم من كبريات الجرائم التي سجلها التاريخ .
أنتهت الحلقة 2 يتبع 3
وفيها نظام اﻹقطاع اﻻقتصادي
📚المصدر :
مذاهب فكرية معاصرة
لمحمد قطب
الحلقه (2)
🌹 ثانيا :فساد رجال الدين 🌹
المفروض أن يكون رجال الدين قدوة صالحة للمؤمنين ولكن رجال الدين الكنسي في أوروبا البابوية لم يكونوا يؤمنون بشئ من ذلك !
بل كانت حياتهم يغلب عليها الترف والملذات والشهوات !يقول الله ليحذر المؤمنين :( يأيها للذين آمنوا لم تقولون ما ﻻتفعلون كبر مقتا عندالله أن تقولوا ماﻻتفعلون )). [الصف:2 ] .
وذلك ينطبق على رجال الدين الكنسي وقد كانت حياة رجال الدين عبارة عن أنغماس في الملذات والفسق والشره وبيع الوظائف الدينيه .
وظل كرسي الباوبوية عده سنين ﻻينال اﻹبالرشا أو القتل أو رغبات النساء .
أ- الرهبانية وفضائح اﻷديرة:
قال تعالى ((ورهبانية أبتدعوها ماكتبناها عليهم إﻻ ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين امنوا أجرهم وكثيرا منهم فاسقون )).[الحديد:27]. اﻵيه تسجل عليهم أنهم هم الذين ابتدعوها وليس الله هو الذي كتبها عليهم أي أن عيسى عليه السلام لم يأمرهم بها ولكن هم تطوعوا بها متأثرين بتعاليم المسيح فقبل الله ما تطعوا به.
والرهبانيه مضادة لدفعة الحياة السوية فهي اعتزال الحياه ولياذ باﻷديرة المنقطعة عن الحياه فالراهب يتعود على الحرمان ويفقد فاعليته في اﻷرض ويتخلى عن عمارة اﻷرض فلا يتزوج وﻻيعمر وجه اﻷرض بالنسل .
وكان المتوقع أﻻيرعوها حق رعايتها ....أي ﻻيصبروا على تكاليفها فهي ضد تيار الحياه .فعملوا بها في العلن وكانت في السر حانات للخمر والفساد والشذذ الجنسي وعلاقات محرمه بين أديره النساء وأديره الرجال . فاسقون بكل معاني الفسق !.
ب- مهزلة صكوك الغفران :
لم يكفي الكنيسة ورجال دينها هذا الفساد كله، فأضافوا إلية مهزلة من أكبر مهازل التاريخ هي مهزلة صكوك الغفران.
فقد أصدر مجمع ﻻتيران سنه 1215م القرار التالي لتقرير أن الكنيسة تملك حق الغفران للمذنبين :
(( إن يسوع المسيح ، لما كان قد قلد الكنيسة سلطان منح الغفرانات )).
فقد أعلم المجمع هذا القرار مع استعمال اﻻعتدال واﻻحتراز .
ولكن الكنيسة لم ترعى ذلك التحفظ في القرار وهو اﻻعتدال والتحرز بل عمدت إلى منح المغفرة بصكوك تباع بالمال في اﻻسواق !
وممايقال في الصك:
(( ربنا يسوع يرحمك يا.....ويشملك باستحقاقات اﻵمه الكلية المقدسه ...ويتبع
انا الرسول أحلك من جميع اﻹفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتها مهما كانت عظيمة .....الخ)).
وكان الذي يشتري الصك راغبا في التوبة والمغفرة ورضوان الله واستمر البسطاء مخدوعين في قداسة البابا وقدرته على محو الذنوب. ولكن الدين الصحيح يصحح العقيدة يصحح السلوك فيجعل الشعائر والنذر لله وحده وﻻوسيط بن العبد وربه قال تعالى ((وماأنفقتم من نفقة أو أنذرتم من نذر فأن الله يعلمه ))[البقرة:270 ].
ومع أنها مهزلة مضحكة ومكشوفة فقد ظلت قائمة في المجتمع اﻻوربي -مجتمع الظلمات - فترة غير قصيرة واتسع نطاقها وكثرت أرباحها .
لكنها ﻻبد مردودة إلى نتائجها وهي النفور من الدين .
ج- محاكم التفتيش:
شهد القرن الثالث عشر تطور منظمة جديدة في الكنيسة هي محكمة التفتيش البابوية، ذلك أنه جرت عادة البابا بأن يقوم في بعض اﻷحيان بتحقيقات أو استعلامات عن اﻹلحاد ومن ثم نظمت محاكم التفتيش كأداة تحقيق مستديمة تحت إدارتهم ونصبت الكنيسة نفسها لمهاجمة الضمير اﻹنساني بالنار والعذاب .
وكان اكثر ضحايا محاكم التفتيش في اﻷندلس(إسبانيا) وكانت من افظع الجرائم البشعة وكانت افظع ماعرف التاريخ كلة من ألوان الوحشية .
راحت الكنيسة تكيل الضربات المجنونة على كل من يسألها ويناقشها أو يخيل اليها أنه سيسألها ويناقشها لتحاول أن تدفع عن نفسها المصير اﻷسود الذي كان ينتظرها . ولم يقتصر تعصب الكنيسة على اﻷمور الدينية وحدها بل كانوا يضيقون بأى معرفة عدا معرفتهم وﻻيثقون باي فكر لم يصححوه ويراقبوة.
كانت محاكم التفتيش وماصحبها من الفظائع عميقة اﻷثر في أوروبا وسيئة النتائج .اصبح عداء الدين أمرا ﻻزما .
وكانت مارتكبته الكنيسة من الخطايا جريمة في حق الدين وكانت هذه المحاكم من كبريات الجرائم التي سجلها التاريخ .
أنتهت الحلقة 2 يتبع 3
وفيها نظام اﻹقطاع اﻻقتصادي
📚المصدر :
مذاهب فكرية معاصرة
لمحمد قطب
إرسال تعليق
0تعليقات