تابع...
شَذَا من:
عطر نسيم الصَّبَا
للقاضي أحمد بن محمد الحيمي الكوكباني
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
▪ في الأدب:
الفصاحة زينة المجالس، والبلاغة معدن النفايس، وحلية اللطفاء، وسجية الظرفاء، وسلاح الصدور، وطراز السطور، وأساس الرياسة وعمادها، ومنزل البراعة ومهادها، وحديقة النبلاء، وكمال الكملاء، وقطب رحاء الدول، وربيع الأسماع والمقل، وسيما الخطباء، وعلامة الأدباء، وقلايد اليراع، وعجيبة الإختراع، وعذبة الأنهار، ومتعطرة الأزهار، ومترنمة الأطيار، ونافثة السم والدرياق، وجاعلة لآلئ الكلم منتظمة كالأطواق، وشأن الرفيع، ورفعة الوضيع،
كن إبن من شئت واكتسب أدبا
يغنيــك مضمــونه النســــب
إن الفتــى من يقول ها أنا ذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
الأدب مصباح العلوم، وشفاء الكلوم، والسحر الحلال، والعذب الزلال، والزهر اليانع، والكلام النافع، والشراب المسكر، والدوح المثمر، حر ألفاظه يدبج الرق ببديعه، ويوشيه بعسجد خفيفه وسريعه، وينتج الحكم، ويشرف القلم،
وما كل قيل قيل علما وحكمـة
وما كل أفراد الحديد حســـام
يهز أعطاف العشاق، ويروح على المفتون بالأجداق، ويلطف الشمايل، ويهذب مقال القائل؛ ويزف عرايس البراعة واللسن، ويحكي بطروسه وجوه الغيد في المنظر الحسن،
الطرس كالوجــه والنونات دائرة
مثل الحواجب والسينات كالطرر
يعطر أذيال الطباع، ويجذب بتلابيب أهله على العشق حتى على السماع، ويدير الخندريس في أكوابه، ويسلب العقل بإعجابه؛ ويظهر نجوم البدايع تحت ليل مداده، وينقط وجوه الأوراق الصبيحة بخيلان سواده؛ هذب أهل العلوم، وأذاقهم من معانيه ابنة الكروم؛
وأسمعهم لفظا ألذ من المنــــى
وأحلى من المن المنزل والسلوى
يخلد الذكر على ممر الآباد، ويشعل في الفكر نارا من الذكاء ذات اتقاد؛ تود صفايح اللجين أن تكون له صحايفا، وقطع الورق أن تكون له ورقا وارفا؛ ملآءته قشيبة، ومراعيه خصيبة؛ وسبله لحبة؛ وغصونه رطبة، يتسلى به العاشق، إذا نادمه في الليل الغاسق؛ وألطف الأشعار، ما غلت منه الأسعار، فإذا حرس عن الابتذال، وهو كثرة المدح لقصد النوال؛ فذاك سمط غال، ومقام عال؛ وأجوده ما هذبت منه كل كلمة، وأنفعه ما اشتمل على حكمة؛
فإنما الشعر عقل المرء يعرضــه
على المجالس إن كيسا وإن حمقا
وإن أشــــعر بيت أنت قائلــــه
بيت يقال إذا أنشـــدته صــــدقا
يتبع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
شَذَا من:
عطر نسيم الصَّبَا
للقاضي أحمد بن محمد الحيمي الكوكباني
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
▪ في الأدب:
الفصاحة زينة المجالس، والبلاغة معدن النفايس، وحلية اللطفاء، وسجية الظرفاء، وسلاح الصدور، وطراز السطور، وأساس الرياسة وعمادها، ومنزل البراعة ومهادها، وحديقة النبلاء، وكمال الكملاء، وقطب رحاء الدول، وربيع الأسماع والمقل، وسيما الخطباء، وعلامة الأدباء، وقلايد اليراع، وعجيبة الإختراع، وعذبة الأنهار، ومتعطرة الأزهار، ومترنمة الأطيار، ونافثة السم والدرياق، وجاعلة لآلئ الكلم منتظمة كالأطواق، وشأن الرفيع، ورفعة الوضيع،
كن إبن من شئت واكتسب أدبا
يغنيــك مضمــونه النســــب
إن الفتــى من يقول ها أنا ذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
الأدب مصباح العلوم، وشفاء الكلوم، والسحر الحلال، والعذب الزلال، والزهر اليانع، والكلام النافع، والشراب المسكر، والدوح المثمر، حر ألفاظه يدبج الرق ببديعه، ويوشيه بعسجد خفيفه وسريعه، وينتج الحكم، ويشرف القلم،
وما كل قيل قيل علما وحكمـة
وما كل أفراد الحديد حســـام
يهز أعطاف العشاق، ويروح على المفتون بالأجداق، ويلطف الشمايل، ويهذب مقال القائل؛ ويزف عرايس البراعة واللسن، ويحكي بطروسه وجوه الغيد في المنظر الحسن،
الطرس كالوجــه والنونات دائرة
مثل الحواجب والسينات كالطرر
يعطر أذيال الطباع، ويجذب بتلابيب أهله على العشق حتى على السماع، ويدير الخندريس في أكوابه، ويسلب العقل بإعجابه؛ ويظهر نجوم البدايع تحت ليل مداده، وينقط وجوه الأوراق الصبيحة بخيلان سواده؛ هذب أهل العلوم، وأذاقهم من معانيه ابنة الكروم؛
وأسمعهم لفظا ألذ من المنــــى
وأحلى من المن المنزل والسلوى
يخلد الذكر على ممر الآباد، ويشعل في الفكر نارا من الذكاء ذات اتقاد؛ تود صفايح اللجين أن تكون له صحايفا، وقطع الورق أن تكون له ورقا وارفا؛ ملآءته قشيبة، ومراعيه خصيبة؛ وسبله لحبة؛ وغصونه رطبة، يتسلى به العاشق، إذا نادمه في الليل الغاسق؛ وألطف الأشعار، ما غلت منه الأسعار، فإذا حرس عن الابتذال، وهو كثرة المدح لقصد النوال؛ فذاك سمط غال، ومقام عال؛ وأجوده ما هذبت منه كل كلمة، وأنفعه ما اشتمل على حكمة؛
فإنما الشعر عقل المرء يعرضــه
على المجالس إن كيسا وإن حمقا
وإن أشــــعر بيت أنت قائلــــه
بيت يقال إذا أنشـــدته صــــدقا
يتبع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
إرسال تعليق
0تعليقات