#سلسله_أوروبا_في_العصور_الوسطى
الحلقة (4)
🌹مساندة الكنيسة للأقطاع وبداء احتكاك أوروبا بالعالم اﻷسﻻمي🌹
وقفت الكنيسة في صف ظلم اﻷقطاع تسانده وتذود عنه وتحارب حركات اﻹصﻻح !
وكانت في ذلك منطقية مع وضعها باعتبارها من كبار المﻻك!
فهل تحارب اﻷقطاع وهي جزء منه بل من أكبر ممثلية ؟!
ولقد بدأت أوروبا تتململ من رقدها بعد احتكاكها بالعالم اﻹسﻻمي وتطلب اﻹصﻻح. كان احتكاك أوروبا بالعالم اﻹسﻻمي عن طريقتين عظيمتين وشديدات التأثير هما:
أ- احتكاك سلمي عن طريق طلب العلم في مدارس المسلمين في اﻷندلس والشمال اﻹفريقي وصقلية وغيرها من اﻷماكن القريبة من أوروبا.
ب- اﻻحتكاك الحربي عن طريق الحروب الصليبية في المشرق اﻹسﻻمي.
وفي كﻻ اﻻحتكاكين تفتحت عيون أوروبا على علم مختلف عن عالمها في كل الجوانب.
وكان اﻷقطاع بكل مايشتمل عليه من ظلم سياسي واقتصادي واجتماعي هو الهدف اﻷول لمحاوﻻت اﻹصﻻح.
ومن مظالمة ان اﻹقطاعي يقوم بحضور افراح رعاياه العبيد ويستخدم في كثير من اﻷحيان - حق الليلة اﻷولى ، أي حق الخلوة بالعروس ليلة عرسها ، قبل أن يستلمها زوجها .وهو من يطحن لهم غﻻلهم في مطحنه الوحيد المصرح به في القرية لقاء أجر يحدده على مزاجة .واذاحدث هجوم من أمير أخر يقوم بتجنيدهم ودفعهم للقتال ليموتوا..وكان يفرض عيلهم ضرائب حسب مزاجه.
وحين كانوا في هذه الظلمات احتكوا بالمسلمين وجدوا عندهم دولة منظمة يحكمها حاكم يعاونه معاونيه ويخضع الناس لحكمة سواسية . وكان هذا شيئا جديدا عليهم . وكان طلب اﻹصﻻح شامﻻ لكل ميادين الحياة.
كان موقف الكنيسة من اﻹصﻻح انها وقفت تهدد الثائرين على الظلم ووصفتهم أنهم مارقون .وحاولت تخدير الثائرين على الظلم بأن الرضا بالظلم في الحياة الدنيا هو مفتاح الرضوان في اﻵخرة... وقالت للعبيد ان السيد المسيح يقول:(من خدم سيدين في الدنيا خير ممن خدم سيدا واحد..) .
وقالت للمظلومين عامة إن من تحمل عذاب الدنيا فسيعوضه الله بالجنة في اﻵخرة. ومن هنا قال ماركس قولته الشهيرة الدين أفيون الشعب ! وهي مقولة صادقة على دين الكنيسة المنحرف وكاذبة على الدين المنزل من الله.
انتهت الحلقة 4 يتبع 5
📚المصدر :
مذاهب فكرية معاصرة
لمحمد قطب
الحلقة (4)
🌹مساندة الكنيسة للأقطاع وبداء احتكاك أوروبا بالعالم اﻷسﻻمي🌹
وقفت الكنيسة في صف ظلم اﻷقطاع تسانده وتذود عنه وتحارب حركات اﻹصﻻح !
وكانت في ذلك منطقية مع وضعها باعتبارها من كبار المﻻك!
فهل تحارب اﻷقطاع وهي جزء منه بل من أكبر ممثلية ؟!
ولقد بدأت أوروبا تتململ من رقدها بعد احتكاكها بالعالم اﻹسﻻمي وتطلب اﻹصﻻح. كان احتكاك أوروبا بالعالم اﻹسﻻمي عن طريقتين عظيمتين وشديدات التأثير هما:
أ- احتكاك سلمي عن طريق طلب العلم في مدارس المسلمين في اﻷندلس والشمال اﻹفريقي وصقلية وغيرها من اﻷماكن القريبة من أوروبا.
ب- اﻻحتكاك الحربي عن طريق الحروب الصليبية في المشرق اﻹسﻻمي.
وفي كﻻ اﻻحتكاكين تفتحت عيون أوروبا على علم مختلف عن عالمها في كل الجوانب.
وكان اﻷقطاع بكل مايشتمل عليه من ظلم سياسي واقتصادي واجتماعي هو الهدف اﻷول لمحاوﻻت اﻹصﻻح.
ومن مظالمة ان اﻹقطاعي يقوم بحضور افراح رعاياه العبيد ويستخدم في كثير من اﻷحيان - حق الليلة اﻷولى ، أي حق الخلوة بالعروس ليلة عرسها ، قبل أن يستلمها زوجها .وهو من يطحن لهم غﻻلهم في مطحنه الوحيد المصرح به في القرية لقاء أجر يحدده على مزاجة .واذاحدث هجوم من أمير أخر يقوم بتجنيدهم ودفعهم للقتال ليموتوا..وكان يفرض عيلهم ضرائب حسب مزاجه.
وحين كانوا في هذه الظلمات احتكوا بالمسلمين وجدوا عندهم دولة منظمة يحكمها حاكم يعاونه معاونيه ويخضع الناس لحكمة سواسية . وكان هذا شيئا جديدا عليهم . وكان طلب اﻹصﻻح شامﻻ لكل ميادين الحياة.
كان موقف الكنيسة من اﻹصﻻح انها وقفت تهدد الثائرين على الظلم ووصفتهم أنهم مارقون .وحاولت تخدير الثائرين على الظلم بأن الرضا بالظلم في الحياة الدنيا هو مفتاح الرضوان في اﻵخرة... وقالت للعبيد ان السيد المسيح يقول:(من خدم سيدين في الدنيا خير ممن خدم سيدا واحد..) .
وقالت للمظلومين عامة إن من تحمل عذاب الدنيا فسيعوضه الله بالجنة في اﻵخرة. ومن هنا قال ماركس قولته الشهيرة الدين أفيون الشعب ! وهي مقولة صادقة على دين الكنيسة المنحرف وكاذبة على الدين المنزل من الله.
انتهت الحلقة 4 يتبع 5
📚المصدر :
مذاهب فكرية معاصرة
لمحمد قطب
إرسال تعليق
0تعليقات