#حديث_مكذوب (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)، (نوم على علم خير من صلاة على جهل)، (نوم العالم عبادة)
1- (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق):
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"(أبغض الحلال إلى الله الطلاق) هذا الحديث ليس بصحيح، لكنَّ معناه صحيح، أن الله تعالى يكره الطلاق، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم، فإذا كان هناك سبب شرعي أو عادي للطلاق صار ذلك جائزاً، وعلى حسب ما يؤدي إليه إبقاء المرأة، إن كان إبقاء المرأة يؤدي إلى محظور شرعي لا يتمكن رفعه إلا بطلاقها فإنه يطلقها، كما لو كانت المرأة ناقصة الدين، أو ناقصة العفة، وعجز عن إصلاحها، فهنا نقول: الأفضل أن تطلق، أما بدون سبب شرعي، أو سبب عادي، فإن الأفضل ألا يطلق، بل إن الطلاق حينئذٍ مكروه". انتهى.
"لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم 55، سؤال رقم 3).
2- (نوم على علم خير من صلاة على جهل)
جاء في الإسلام سؤال وجواب:
أولاً: هذا القول (نوم العالم خير من عبادة الجاهل) ليس بحديث عن النبي ﷺ، وليس أثراً عن أحد من الصحابة والتابعين، ولا يعرف في كتب السنة والحديث، ولم نقف عليه في شيء كتب السنة المعتبرة، بعد البحث والتحري.
وإنما وجدناه في كتب الشيعة التي هي منبع الوضع والكذب، وذلك في كتاب "من لا يحضره الفقيه" (4/352-367) للشيخ الصدوق (ت381هـ)، حيث يقول:
"روى حماد بن عمرو، وأنس بن محمد عن أبيه، جميعاً – يعني حماداً ومحمدًا والد أنس- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ أنه قال له: -وذكر حديثا طويلاً جداً، وفيه: (يا علي! نوم العالم خير من عبادة العابد)، وعن هذا الكتاب تناقلته الكثير من كتب الشيعة، مثل "مكارم الأخلاق" للطبرسي (ت548هـ) (ص/441)، و"بحار الأنوار" للمجلسي (2/25) وفي مواضع أخرى.
وعلامة الكذب بادية على هذا الحديث، فحماد بن عمرو، ومحمد والد أنس: كلاهما مجهولان غير معروفين بالرواية عن جعفر الصادق، ولا ذكر لهما في كتب السنة، بل ولا في كتب الشيعة، حتى قال محقق كتاب "من لا يحضره الفقيه" (1/536) -عند ذكر الشيخ الصدوق إسناده إلى حماد بن عمرو وأنس- قال: "حماد بن عمرو، لعله النصيبي، غير مذكور، وكذا أنس بن محمد، وفي الطريق إليهما مجاهيل، وكأنهم من العامة– يعني أهل السنة!-". انتهى.
ولما ترجم له أبو القاسم الخوئي في "معجم رجال الحديث" (7/235) لم ينقل عن أحد توثيقه، بل قال أيضاً: "طريق الصدوق إليه في وصية النبي ﷺ وآله لأمير المؤمنين عليه السلام ..... ضعيف بعدة من المجاهيل". انتهى.
ويكفيك أن تعلم أن مئات الأحاديث التي تروى عن جعفر الصادق إنما تروى بهذا الإسناد إليه، الذي يقر فيه بعض الشيعة باشتمالها على المجاهيل، والمجهول مطية الكذب على رسول الله ﷺ.
وقريب من الكلام المذكور قول بعضهم: "نوم العالم عبادة"، وهذا ليس من كلام النبي ﷺ أيضاً. قال الملا علي القاري رحمه الله : " لا أصل له في المرفوع " انتهى من "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 374). ا.هـ
والله أعلى وأعلم
===================
إرسال تعليق
0تعليقات